من هم السائحون في قوله تعالى {السائحون الراكعون }

]يقول الله تعالى { التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }

أخرج ابن جرير عن عبيد بن عمير قال : سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن السائحين قال : " هم الصائمون " .
قال الحافظ ابن كثير : مرسل جيد
وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : { السائحون } : الصائمون
قال الهيثمي : رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون وبقية رجاله رجال الصحيح. انتهى
وعاصم هو المعروف بابن أبي النجود وقد رجح العلامة الألباني حسن حديثه كما في إرواء الغليل ( 5-164) فالسند حسن
وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : كلما ذكر الله في القرآن السياحة هم الصائمون .
وهذا السند رجح تحسينه الدكتور حكمت بشير كما في مقدمة موسوعته فليراجعها من شاء
وأخرج الطبري بإسناد صحيح عن أبي هريرة قالالسائحون) الصائمون.
وأخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال : (السائحون) قوم أخذوا من أبدانهم، صومًا لله.
والشيخ خالد بن عبدالرحمن قد رجح حسن هذا الطريق كما في تفسيره
وقال الحافظ ابن كير : هذه أصح الأقوال وأشهرها (أي في تفسير السائحون )
ويقول الإمام الشوكاني : إنما قيل للصائم سائح؛ لأنه يترك اللذات ، كما يتركها السائح في الأرض ، ومنه قول أبي طالب بن عبد المطلب :
وبالسائحين لا يذوقون فطرة ... لربهم والراكدات العوامل
وقال آخر :
تراه يصلي ليله ونهاره ... يظل كثير الذكر لله سائحا. انتهى
وسبحانك اللهم وبحمد أستغفرك وأتوب إليك